واقتصر هنا على المفعول الأول ليذهب الفكر في الثاني الذي عبر عما يحتمل تقديره به فيما مضى ب ﴿لدنه﴾ - كل مذهب فيكون أهول ﴿الذين قالوا اتخذ الله﴾ أي تكلف ذو العظمة التي لا تضاهى كما يتكلف غيره أن أخذ ﴿ولداً *﴾ وهم بعض اليهود والنصارى والعرب؛ قال الأصبهاني: وعادة القرآن جارية بأنه إذا ذكر قصة كلية عطف عليها بعض جزئياتها تنبيهاً على كون ذلك لبعض أعظم جزئيات ذلك الكل، ولم أجعل الآية من الاحتباك لنقص المعنى، ثم استأنف معللاً في جواب من كأنه قال: ما لهم خصوا به الوعيد الشديد؟ فقال تعالى: ﴿ما لهم به﴾ أي القول ﴿من علم﴾ أصلاً لأنه مما لا يمكن أن يعلق العلم به لأنه لا وجود له ولا يمكن وجوده، ثم قرر هذا المعنى وأكد بقوله تعالى: ﴿ولا لأبائهم﴾ الذين هم مغتبطون بتقليدهم في الدين حتى في هذا الذي لا يتخيله عاقل، ولو أخطؤوا في تصرف دنيوي لمن يتبعوهم فيه، تنبيهاً عل أنه لا يحل لأحد أن يقول على الله تعالى ما لا علم له به، ولا سيما في أصول الدين، ثم هول أمر ذلك بقوله تعالى: ﴿كبرت﴾ أي مقالتهم هذه ﴿كلمة﴾


الصفحة التالية
Icon