﴿أن يؤمنوا﴾ ليفيد التجديد وذمهم على الترك ﴿إذ﴾ أي حين ﴿جاءهم الهدى﴾ بالكتاب على لسان الرسول، وعطف على المفعول الثاني - معبراً بمثل ما مضى لما مضى - قولَه تعالى: ﴿ويستغفروا ربهم﴾ أي المحسن إليهم.
ولما كان الاستثناء مفرغاً، أتى بالفاعل فقال تعالى: ﴿إلا أن﴾ أي طلب أن ﴿تأتيهم سنة الأولين﴾ في إجابتهم إلى ما اقترحوه على رسلهم، المقتضي للاستئصال لمن استمر على الضلال، ومن ذلك طلبهم أن يكون النبي ملكاً، وذلك نقمة في صورة نعمة وإتيان بالعذاب دبراً، أي مستوراً ﴿أو﴾ طلب أن ﴿يأتيهم العذاب قبلاً *﴾ أي مواجهة ومعاينة ومشاهدة من غير ستر له، هو في قراءة من كسر القاف وفتح الباء واضح، من قولهم: لقيت فلاناً قبلاً، أي معاينة، وكذا في قراءة من ضمهما، من قولهم: أنا آتيك قبلاً لا دبراً، أي مواجهة