مما يتسبب عنه من الماء ويستجلب منه وهو بسيط لا خلط فيه فلا تخليق له، وعبر بأداة التراخي لأن جعل الطين ماء مستبعد جداً فقال: ﴿ثم جعلناه﴾ أي الطين أو هذا النوع المسلول من المخلوق من الطين بتطوير أفراده ببديع الصنع ولطيف الوضع ﴿نطفة﴾ اي ماء دافقاً لا أثر للطين فيه ﴿في قرار﴾ أي من الصلب والترائب ثم الرحم، مصدر جعل اسماً للموضع ﴿مكين*﴾ أي مانع من الأشياء المفسدة.
ولما كان تصيير الماء دماً أمراً بالغاً خارجاً عن التسبيب، وكانت النطفة التي هي مبدأ الآدمي تفسد تارة وتأخذ في التكون أخرى، عبر بالخلق لما يخلطها به مما تكتسبه من الرحم عند التحمير وقرنه بأداة التراخي فقال: ﴿ثم﴾ أي بعد تراخ في الزمان وعلو في الرتبة والعظمة ﴿خلقنا﴾ أي بما لنا من العظمة ﴿النطفة﴾ أي البيضاء جداً ﴿علقة﴾ حمراء دماً عبيطاً شديد الحمرة جامداً غليظاً.


الصفحة التالية
Icon