شجرته لكثرة ما فيهما من المنافع المقصودة بخلاف الثاني فإنه المقصود من شجرته؛ وأشار إلى غيرهما بقوله: ﴿لكم﴾ أي خاصة ﴿فيها﴾ أي الجنات ﴿فواكه كثيرة﴾ ولكم فيها غير ذلك.
ولما كان التقدير: منها - وهي طرية - تتفكهون، عطف عليه قوله: ﴿ومنها﴾ أي بعد اليبس والعصر ﴿تأكلون*﴾ أي يتجدد لكم الأكل بالادخار، ولعله قدم الظرف تعظيماً للامتنان بها.
ولما ذكر سبحانه ما إذا عصر كان ماء لا ينفع للاصطباح، أتبعه ما إذا عصر كان دهناً يعم الاصطباح والاصطباغ، وفصله عنه لأنه أدل على القدرة فقال: ﴿وشجرة﴾ أي وأنشأنا به شجرة، أي زيتونة ﴿تخرج من طور﴾.
ولما كان السياق للإمداد بالنعم، ناسبه المد فقال: ﴿سيناء﴾ قال الحافظ عماد الدين ابن كثير: وهو طور سينين، وهو الجبل الذي كلم الله عليه موسى بن عمران عليه السلام وما حوله من الجبال التي فيها شجر الزيتون. وقال صاحب القاموس: والطور: الجبل، وجبل


الصفحة التالية
Icon