يشاء من الملائكة وغيرها.
ولما كان هذا متضمناً لإنكار رسالة البشر، صرحوا به في قولهم كذباً وبهتاناً كما كذب فرعون وآله حين قالوا مثل هذا القول وكذبهم المؤمن برسالة يوسف عليه الصلاة والسلام: ﴿ما سمعنا بهذا﴾ أي بإرسال نبي من البشر يمنع أن يعبد غير الله بقصد التقريب إليه، فجعلوا الإله حجراً، وأحالوا كون النبي بشراً ﴿في آبائنا الأولين*﴾ ولا سمعنا بما دعا إليه من التوحيد.
ولما نفوا عنه الرسالة وحصروا أمره في قصد السيادة، وكانت سيادته لهم بمثل هذا عندهم من المحال، قالوا: ﴿إن﴾ أي ما ﴿هو إلا رجل به جنة﴾ أي جنون في قصده التفضل بما يروث بغضه وهضمه ولا نعرف له وجهاً مخصصاً به، فلا نطيع له فيه ابداً ﴿فتربصوا به﴾ أي فتسبب عن الحكم بجنونه أنا نأمركم بالكف عنه لأنه لا حرج على مجنون ﴿حتى﴾ أي إلى ﴿حين*﴾ لعله يفيق أو يموت، فكأنه قيل: فما قال؟ فقيل: ﴿قال﴾ عندما أيس من فلاحهم: ﴿رب انصرني﴾ أي أعني عليهم ﴿بما كذبون*﴾ أي بسبب تكذيبهم لي، فإن تكذيب الرسول استخفاف بالمرسل ﴿فأوحينا﴾