ما فعلوا من أعمال البر لتتفق القراءتان في الإخبار عنهم بالسبق؛ ثم ذكر حالهم فقال: ﴿وقلوبهم وجلة﴾ أي شديدة الخوف، قد ولج في دواخلها وجال في كل جزء منها لأنهم عالمون بأنهم لا يقدرون الله حق قدره وإن اجتهدوا، ثم علل ذلك بقوله: ﴿أنهم إلى ربهم﴾ أي الذي طال إحسانه إليهم ﴿راجعون*﴾ بالبعث فيحاسبهم على النقير والقطمير، ويجزيهم بكل قليل وكثير وهو النافذ البصير، قال الحسن البصري: إن المؤمن حمع إيماناً وخشية، والمنافق جمع إساءة وأمناً. ثم أثبت لهم ما أفهم أن ضده لأضدادهم فقال: ﴿أولئك﴾ أي خاصة ﴿يسارعون﴾ أي يسبقون سبق من يساجل آخر ﴿في الخيرات﴾ فأفهم ذلك ضد ما ذكر لأضدادهم بقوله: ﴿وهم لها﴾ أي إليها خاصة، أي إلى ثمراتها، ولكنه عبر باللام إشارة إلى زيادة القرب منها والوصول إليها مع الأمن لجعل الخيرات ظرفاً للمسارعة من أخذها على حقيقتها للتعدية ﴿سابقون*﴾ لجميع الناس، لأنا نحن نسارع لهم في المسببات أعظم من مسارعتهم في الأسباب، ويجوز أن يكون ﴿سابقون﴾ بمعنى: عالين، من وادي «سبقت رحمتي غضبي»