وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير: لما افتتحت سورة الأنبياء بقوله تعالى: ﴿اقترب للناس حسابهم﴾ وكان وارداً في معرض التهديد، وتكرر في مواضع منها كقوله تعالى: ﴿إلينا ترجعون﴾ [الأنبياء: ٣٥] ﴿سأوريكم آياتي فلا تستعجلون ويقولون متى هذا الوعد﴾ [الأنبياء: ٣٧] ﴿لو يعلم الذين كفروا حين يكفون عن وجوههم النار﴾ [الأنبياء: ٣٩] ﴿ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك﴾ [الأنبياء: ٤٦] ﴿ونضع الموازين القسط ليوم القيامة﴾ [الأنبياء: ٤٧] ﴿وهم من الساعة مشفقون﴾ [الأنبياء: ٤٩] ﴿كل إلينا راجعون﴾ [الأنبياء: ٩٣] ﴿واقترب وعد الحق﴾ [الأنبياء: ٩٧] ﴿إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم﴾ [الأنبياء: ٩٨] ﴿يوم نطوي السماء كطي السجل للكتاب﴾ [الأنبياء: ١٠٤] إلى ما تخلل هذه الآي من التهديد، وشديد الوعيد، حتى لا تكاد تجد أمثال هذه الآي في الوعيد والإنذار بما في الساعة وما بعدها وما بين يديها في نظائر هذه السورة، وقد ختمت من ذلك بمثل ما به ابتدئت، اتصل بذلك ما يناسبه من الإعلام بهول الساعة وعظيم أمرها، فقال تعالى: ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم﴾ - إلى قوله: ﴿ولكن عذاب الله شديد﴾ ثم اتبع ببسط الدلالات على البعث الأخير وإقامة البرهان ﴿يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث﴾ الآيات، ثم قال ﴿ذلك بأن الله هو الحق﴾ أي اطرد هذا الحكم العجيب ووضح من تقلبكم من حالة إلى حالة في الأرحام وبعد خروجكم إلى