ليكله إلى نفسه في مثل هذه الواقعة، وقد سبقني إلى الذب عنه الحافظ عماد الدين بن كثير الدمشقي رحمه الله وكيف لا ينافح عنه وهو القائل:
فإن أبي ووالده وعرضي | لعرض محمد منكم وقاء |
وهو القائل يمدح عائشة رضي الله عنها ويكذب من نقل عنه ذلك:
حصان رزان ما تزنُّ بريبة | وتصبح غرثى من لحوم الغوافل |
حليلة خير الناس ديناً ومنصباً | نبي الهدى والمكرمات الفواضل |
عقيلة حي من لؤي بن غالب | كرام المساعي مجدها غير زائل |
مهذبة قد طيب الله خيمها | وطهرها من كل شين وباطل |
فإن كان ما بلغت عني قلته | فلا رفعت سوطي إليّ أناملي |
وكيف وودي ما حييت ونصرتي | لآل رسول الله زين المحافل |
له رتب عال على الناس فضلها | تقاصر عنها سورة المتطاول |
وقال الحافظ أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب: وأنكر قوم أن يكون حسان خاض في الإفك وجلد فيه ورووا عن عائشة رضي الله عنها