يحتقر معه اللوم والجلد، بأن يهلك فيتصل به عذاب الآخرة؛ ثم بين وقت حلوله وزمان تعجيله بقوله: ﴿إذ﴾ أي مسكم حين ﴿تلقونه﴾ أي تجتهدون في تلقي أي قبول هذا الكلام الفاحش وإلقائه ﴿بألسنتكم﴾ بإشاعة البعض وسؤال آخرين وسكوت آخرين ﴿وتقولون﴾ وقوله: ﴿بأفواهكم﴾ تصوير لمزيد قبحه، وإشارة إلى أنه قول لا حقيقة له، فلا يمكن ارتسامه في القلب بنوع دليل؛ وأكد هذا المعنى بقوله: ﴿ما ليس لكم به علم﴾ أي بوجه من الوجوه، وتنكيره للتحقير ﴿وتحسبونه﴾ بدليل سكوتكم عن إنكاره ﴿هيناً وهو﴾ أي والحال أنه ﴿عند الله﴾ أي الذي لا يبلغ أحد مقدار عظمته ﴿عظيم*﴾ أي في حد ذاته ولو كان في غير أم المؤمنين رضي الله عنها، فكيف وهو في جنابها المصون، وهي زوجة خاتم الأنبياء وإمام المرسلين عليه أفضل الصلاة وأفضل التسليم.
ولما بين فحشه وشناعته، وقبحه وفظاعته، عطف على التأديب الأول في قوله ﴿لولا إذ سمعتموه﴾ تأديباً فقال: ﴿ولولا إذ﴾ أي وهلا حين ﴿سمعتموه قلتم﴾ أي حين السماع من غير توقف ولا تلعثم، وفصل بين آلة التحضيض والقول المحضض عليه بالظرف لأن الظروف تنزل من الشيء منزلة نفسه لوقوعه فيها، وأنها لا انفكاك لها


الصفحة التالية
Icon