الأشعري رضي الله عنه: إذا سلم ثلاثاً فلم يجبه أحد فليرجع.
وكان هذا إذا ظن أن صاحب البيت سمع.
ولما كان كل إنسان لا ينفك عن أحوال يكره أن يطلع عليها أو تقطع عليه، قال: ﴿لعلكم تذكرون*﴾ أي لتكون حالكم حال من يرجى أن يتذكر برجوعه إلى نفسه عند سماع هذا النهي، فيعرف أن ما يسوءه من غيره يسوء غيره منه، فيفعل ما يحب أن يفعل معه خوفاً من المقابلة، لأن الجزاء من جنس العمل، وكل ما يجب عليه في غير بيته يستحب له في بيته بنحو النحنحة ورفع الصوت بالذكر ونحوه على ما أشار إليه حديث النهي عن الطروق لكيلا يرى من أهله ما يكره.
ولما كان السكان قد يكونون غائبين، والإنسان لكونه عورة لا يحب أن يطلع غيره على جميع أموره، قال: ﴿فإن لم تجدوا فيها﴾ أي البيوت التي ليس بها سكناكم ﴿أحداً﴾ قد يمنعكم، فالله يمنعكم منها، تقديماً لدرء المفاسد ﴿فلا تدخلوها﴾ أي أبداً