أعلم غيره، فقال: ﴿بما تعملون﴾ أي وإن التبس أمره على أحذق الخلق ﴿عليم*﴾ لا يخفى عليه شيء منه وإن دق، فإياكم ومشتبهات الأمور، فإذا وقفتم للاستئذان فلا تقفوا تجاه الباب، ولكن على يمينه أو يساره، لأن الاستئذان إنما جعل من أجل البصر، وتحاموا النظر إلى الكوى التي قد ينظر منها أحد من أهل البيت ليعرف من على الباب: هل هو ممن يؤنس به فيؤذن له، أو لا فيرد، ونحو هذا من أشكاله مما لا يخفى على متشرع فطن، يطير طائر فكره في فسيح ما أشار إليه مثل قوله صلى الله عليه السلام: «إذا حدث الرجل فالتفت فهي أمانة» وراه أحمد وأبو داود والترمذي عن جابر رضي الله عنه.
ولما كان من الأماكن التي قد لا يوجد بها أحد ما يباح الدخول إليه لخلوه أو عدم اختصاص النازل به كالخانات والربط، أتبع ما تقدم التعريف بأنه لم يدخل في النهي فقال مستأنفاً: ﴿ليس عليكم جناح﴾ أي ميل بلوم أصلاً ﴿أن تدخلوا بيوتاً﴾ كالخانات والربط ﴿غير مسكونة﴾ ثم وصفها بقوله: ﴿فيها متاع﴾