ما ذكر مما لا يعقل لأن كلاًّ منهما عبد من دون الله أو عبد شيء منه فقال: ﴿والشمس والقمر والنجوم﴾ من الأجرام العلوية فعبد الشمس حمير، والقمر كنانة، والدبران تميم، والشعرى لخم، والثريا طيىء وعطارداً أسداً، والمرزم ربيعة - قاله أبو حيان. ثم أتبع ذلك أعلام الذوات السفلية فقال: ﴿والجبال﴾ أي التي تنحت منها الأصنام ﴿والشجر﴾ التي عبد بعضها ﴿والدواب﴾ التي عبد منها البقر، كل هذه الأشياء تنقاد لأمر الله، ومن المعلوم لكون هذه لا تعقل - أن أمره لها هو مراده منها.
ولما كان العقلاء من المكلفين قد دخلوا في قوله ﴿ومن في الأرض﴾ دخولاً أولياً، وكان السجود الممدوحون عليه إنما هو الموافق للأمر، لا الموافق للإرادة المجردة عن الأمر، قال دالاً على إرادته هنا بتكريرهم وتقسيمهم بعد إدخالهم في السجود الإدارة وتعميمهم: ﴿وكثير من الناس﴾ أي يسجد سجوداً هو منه عبادة شرعية فحق له الثواب ﴿وكثير﴾ أي منهم ﴿حق عليه العذاب﴾ بقيام الحجة عليه بكون لم يسجد، فجحد الأمر الذي من جحده كان كافراً وإن كان ساجداً عابداً بالمعنى اللغوي الذي هو الجري مع المراد، وعلى القول بأن


الصفحة التالية
Icon