﴿الطفل﴾ أي جنسه، والطفل الصغير ما لم يبلغ الحلم أو خمس عشرة سنة، وهو في الأصل: الرخص الناعم من كل شيء، وكأنه سمي بذلك لأنه يخرج ملتبساً بالتراب الذي تأكله الحامل، قال في القاموس: وطفل النبت كفرح وطفل بالضم تطفيلاً: أصابه التراب، والطفال، كغراب وسحاب: الطين اليابس. قال القزاز: ويسميه أهل نجد الكلام والعامة تقول لجنس منه: طفل، ﴿الذين لم يظهروا﴾ أي لم يعلوا بالنظر المقصود للاطلاع ﴿على عورات النساء﴾ لعم بلوغ سن الشهوة لذلك.
ولما نهى عن الإظهار، نبه على أمر خفي منه فقال: ﴿ولا يضربن بأرجلهن﴾ أي والخلاخيل وغيرها من الزينة فيها. ولما كان ذلك لمطلق الإعلام، بناه للمفعول فقال: ﴿ليعلم ما يخفين﴾ أي بالساتر الذي أمرن به ﴿من زينتهن﴾ بالصوت الناشىء من الحركة عند الضرب المذكور، وفي معنى ذلك التطيب، والنهي عن ذلك يفهم النهي عن موضعه من الجسد من باب الأولى.
ولما أنهى سبحانه ما أمره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتقدم فيه إلى الرجال والنساء، وكان من المعلوم أن العبد الحقير المجبول على الضعف


الصفحة التالية
Icon