فيه فقال: ﴿ومن يكرههن﴾ دون أن يقول: وإن أكرهن، وعبر بالمضارع إعلاماً بأن يقبل التوبة ممن خالف بعد نزول الآية، وعبر بالاسم العلم في قوله: ﴿فإن الله﴾ إعلاماً بأن الجلال غير مؤيس من الرحمة، ولعله عبر بلفظ «بعد» إشارة إلى العفو عن الميل إلى ذلك الفعل عند مواقعته إن رجعت إلى الكراهة بعده، فإن النفس لا تملك بغضه حينئذ، فقال: ﴿من بعد إكراههن غفور﴾ أي لهن وللموالي، يستر ذلك الذنب إن تابوا ﴿رحيم*﴾ بالتوفيق للصنفين إلى ما يرضيه.
ولما أتم سبحانه هذه الآيات في براءة عائشة رضي الله عنها ومقدماتها وخواتيمها، قال عاطفاً على قوله أولها ﴿وأنزلنا فيها آيات بينات لعلكم تذكرون﴾ :﴿ولقد أنزلنا﴾ أي بما لنا من العظمة ترغيباً لكم وترهيباً ﴿إليكم﴾ أي لتتعظوا ﴿آيات مبينات﴾ مفصل فيها الحق من الباطل، موضح بالنقل والعقل بحيث صارت لشدة بيانها تبين هي لمن تدبرها طرق الصواب كما أوضحنا ذلك لمن يتدبره


الصفحة التالية
Icon