بها، تقريباً للأفهام، لعلهم يهتدون ﴿والله﴾ أي الذي له جميع صفات الكمال ﴿بكل شيء﴾ أي منها ومن غيرها ﴿عليم*﴾ يبين كل شيء بما يسهل سبيله فثقوا بما يقول، وإن لم تفهموه أنفسكم وأمعنوا النظر فيه يفتح لكم سبحانه ما انغلق منه.
ولما كان كأنه قيل: فأي شيء يكون هذه المشكاة؟ قال شافياً على هذا السؤال: ﴿في بيوت﴾ أي في جدران بيوت، فجمع دلالة على أن المراد بالمشكاة الجنس لا الواحد، وفي وحدتها ووحدة آلات النور إشارة إلى عزته جداً ﴿أذن الله﴾ أي مكن بجلاله فأباح وندب وأوجب ﴿أن ترفع﴾ حساً في البناء، ومعنى بإخلاصها للعمل الصالح، من كل رافع أذن له سبحانه في ذلك، فعلى المرء إذا دخلها أن يتحصن من العدو بما رواه أبو دواد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان إذا دخل المسجد قال: «أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم» قال عقبة بن مسلم: فإذا قال ذلك قال الشيطان: حفظ مني سائر يوم.


الصفحة التالية
Icon