نوحاً عليه السلام أوصى ابنه عند موته بلا إله إلا الله، فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو كن حلقة مبهمة قصمتهن، وسبحان الله وبحمده، فإنها صلاة كل شيء وبها يرزق الخلق وقال الغزالي في الإحياء: وروي» أن رجلاً جاء إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: تولت عني الدنيا وقلت ذات يدي، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فأين أنت من صلاة الملائكة وتسبيح الخلائق وبها يرزقون»، قال فقلت: وما هي يا رسول الله؟ قال: «سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم أستغفر الله مائة مرة ما بين طلوع الفجر إلى أن تصلي الصبح، تأتيك الدنيا راغمة صاغرة، ويخلق الله من كل كلمة ملكاً يسبح الله إلى يوم القيامة لك ثوابه»
قال الحافظ زين الدين العراقي: رواه المستغفري في الدعوات عن ابن عمر رضي الله عنهما وقال: غريب من حديث مالك، ولا أعرف له أصلاً من حديث مالك «.
ولما كان التقدير: فالله قدير على جميع تلك الشؤون، عطف عليه قوله: ﴿والله﴾ أي المحيط علماً وقدرة ﴿عليم بما يفعلون*﴾ بما ثبت مما أخبركم به في هذه السورة دقائق أقوالكم وأحوالكم، وضمائركم وأفعالكم، وقد تقدم في الأعراف عند ﴿أو لم ينظروا في ملكوت السماوات والأرض﴾ [الأعراف: ١٨٥] ما ينفع هنا.


الصفحة التالية
Icon