أي ناس يقصدون الفرقة من هؤلاء الذين قالوا هذه المقالة.
ولما كان ينبغي أن يكون وقوع الارتداد منهم - كما أشير إليه - في غاية البعد وإن كان في أقل زمن، أشار إليه بأداة التراخي، وأكد ذلك بقوله مثبتاً الجارّ: ﴿من بعد ذلك﴾ أي القول السديد الشديد المؤكد، مع الله الذي هو أكبر من كل شيء، ومع رسوله الذي هو أشرف الخلائق ﴿وما أولئك﴾ أي البعداء البضاء الذين صاروا بتوليهم في محل البعد ﴿بالمؤمنين*﴾ أي بالكاملين في الإيمان قولاً وعقداً، وإنما هم من أهل الوصف اللساني، المجرد عن المعنى الإيقاني.
ولما فضحهم بما أخفوه من توليهم، قبح عليهم ما أظهروه، فقال معبراً بأداة التحقيق: ﴿وإذا دعوا﴾ أي الذين ادعوا الإيمان من أي داع كان ﴿إلى الله﴾ أي ما نصب الملك الأعظم من أحكامه ﴿ورسوله ليحكم﴾ أي الرسول ﴿بينهم﴾ بما أراه الله ﴿إذا فريق منهم﴾ أي ناس مجبولون على الأذى المفرق ﴿معرضون*﴾ أي فاجؤوا الإعراض، إذا كان الحق عليهم، لاتباعهم أهواءهم، مفاجأة تؤذن بثباتهم فيه ﴿وإن يكن﴾ أي كوناً ثابتاً جداً ﴿لهم﴾ أي


الصفحة التالية
Icon