سئل عن حال المؤمنين فقال: ﴿إنما كان﴾ أي دائماً ﴿قول المؤمنين﴾ أي العريقين في ذلك الوصف، وأطبق العشرة على نصب القول ليكون اسم كان أوغل الاسمين في التعريف، وهو «أن» وصلتها لأنه لا سبيل عليه للتنكير، ولشبهه كما قال ابن جني في المحتسب بالمضمر من حيث إنه لا يجوز وصفه كما لا يجوز وصف المضمر، وقرأ على رضي الله عنه بخلاف وابن أبي إسحاق ﴿قول﴾ بارفع ﴿إذا دعوا﴾ أي من أي داع كان ﴿إلى الله﴾ أي ما أنزل الملك الذي لا كفوء له من أحكامه ﴿ورسوله ليحكم﴾ أي الله بما نصب من أحكامه أو الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما يخاطبهم به من كلامه ﴿بينهم﴾ أي في حكومة من الحكومات لهم أو عليهم ﴿أن يقولوا سمعنا﴾ أي الدعاء ﴿وأطعنا﴾ أي بالإجابة لله ورسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. ولما كان التقدير: فأولئك هم المؤمنون، عطف عليه قوله: ﴿وأولئك﴾ أي العالو الرتبة ﴿هم﴾ خاصة ﴿المفلحون*﴾ الذين تقدم في أول المؤمنون وصفهم بأنهم يدركون جميع مأمولهم.
ولما رتب سبحانه الفلاح على هذا النوع الخاص من الطاعة،


الصفحة التالية
Icon