بالإعراض، إشارة إلى أنهم لا يزالون في ذل وضعة؛ وقدم هذا القيد اهتماماً به لما ذكر بخلاف ما يأتي في سورة الفتح ﴿وعملوا﴾ تصديقاً لإيمانهم ﴿الصالحات﴾ من الإذعان للأحكام وغيرها، وأكد غاية التأكيد بلام القسم، لما عند أكثر الناس من الريب في ذلك فقال: ﴿ليستخلفنهم في الأرض﴾ أي أرض العرب والعجم، بأن يمد زمانهم، وينفذ أحكامهم ﴿كما استخلف﴾ أي طلب وأوجد خلافة بإيجادهم ﴿الذين من قبلهم﴾ أي من الأمم من بني إسرائيل وغيرهم من كل من حصلت له مكنة، وظفر على الأعداء بعد الضعف الشديد كما كتب في الزبور ﴿أن الأرض يرثها عبادي الصالحون﴾ وكما قال موسى عليه السلام: ﴿إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين﴾ ﴿وليمكنن لهم﴾ أي في الباطن والظاهر ﴿دينهم﴾ أضافة إليهم إشارة إلى رسوخ أقدامهم فيه وأنه أبديّ لا ينسخ ﴿الذي ارتضى لهم﴾ حتى يقيموا الحدود فيه من قتل وغيره على الشريف والوضيع سواء كان الواقعون في ذلك عصبة أم لا، لا يراعون أحداً، ولا يخافون لومة لأئم، لأنه لا يضره إذ ذاك إدباراً مدبر كما قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الحرورية كافة
«إنه إن أدركهم ليقتلنهم قتل عاد، بعد أن كف


الصفحة التالية
Icon