لأن معناه: ومن لم يعبدني.
ولما كان الفاسق الكامل إنما هو من مات على كفره فحبط عمله، فكان بذلك كفره مستغرقاً لزمانه دون من مات مسلماً وإن كان كافراً في جميع ما مضى له قبل ذلك، أسقط الجار فقال: ﴿بعد ذلك﴾ أي الاستخلاف العظيم على الوجه المشروح ﴿فأولئك﴾ البعداء من الخير ﴿هم﴾ خاصة ﴿الفاسقون*﴾ أي الخارجون من الدين خروجاً كاملاً، لا تقبل معه معذرة، ولا تقال لصاحبه عثرة، بل تقام عليهم الأحكام بالقتل وغيره، ولا يراعى فيهم ملام، ولا تأخذ بهم رأفة عند الانتقام، كما تقدم في أول السورة فيمن لزمه الجلد، ولعل الآية مشيرة إلى أهل الردة.
ولما تمت هذه البشرى، وكان التقدير: فاعملوا واعبدوا، عطف عليه قوله: ﴿وأقيموا الصلاة﴾ أي فإنها قوام ما بينكم وبين ربكم، مع أنه يصح عطفه على قوله «أطيعوا الله» فيكون من مقول ﴿قل﴾ ﴿وآتوا الزكاة﴾ فهي نظام ما بينكم وبين إخوانكم ﴿وأطيعوا الرسول﴾ أي المحيط بالرسالة في كل ما يأمركم به، فإنما هو عن أمر ربكم ﴿لعلكم ترحمون*﴾ أي لتكونوا عند من يجهل العواقب على


الصفحة التالية
Icon