فقال: ﴿كذلك﴾ أي مثل ذلك البيان الذي بينه في آيات الأحكام ﴿يبين الله﴾ بما له من صفات الكمال ﴿لكم﴾ مع ما لكم من خلال النقص ﴿آياته﴾ أي العلامات الدالة عليه من هذه الفرعيات وما رقت إليه الأصليات، فأضافها إليه سبحانه تعظيماً لها، إشارة إلى أنها مقدمة للآيات الإلهيات، لأن من لم يتفرغ من مكدرات الأفكار، لم يطر ذلك المطار، وحثاً على تدبر ما تقدم منها لاستحضار ما دعت إليه من الحكم، وفصلت به من المواعظ، وتنبيهاً على ما فيها من العلوم النافعة ديناً ودنيا، وزاد في الترغيب في العلم والحكمة إشارة إلى أن ذلك سبب كل سعادة فقال: ﴿والله﴾ أي المحيط بكل شيء ﴿عليم حكيم*﴾ روى الطبراني وغيره
«عن
أنس
رضي
الله
عنه
قال: لما كانت صبيحة احتلمت دخلت على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأخبرته أني قد احتلمت، فقال:»
لا تدخل على النساء «، فما أتى عليّ يومٌ كان أشد منه».
ولما ذكر سبحانه اقتبال الشباب، في تغيير حكم الحجاب، أتبعه الحكم عند إدبار الشباب، في إلقاء الظاهر من الثياب، فقال: ﴿والقواعد﴾ وحقق ألمر بقوله: ﴿من النساء﴾ جمع قاعد، وهي


الصفحة التالية
Icon