على وجوده - على وحدانيته، وكمال علمه وقدرته.
ولما كانت أحوالهم من جملة ما له، كان من المعلوم أنها لم تقم في أصلها ولا بقاء لها إلا بعلمه ولأنها بخلقه، فلذلك قال محققاً مؤكداً مرهباً: ﴿قد يعلم ما أنتم﴾ أيها الناس كلكم ﴿عليه﴾ أي الآن، والمراد بالمضارع هنا وجود الوصف من غير نظر إلى زمان، ولو عبر بالماضي لتوهم الاختصاص به، والكلام في إدخال «قد» عليه كما مضى آنفاً باعتبار أولي النفوذ في البصر، وأهل الكلال والكدر ﴿ويوم﴾ أي ويعلم ما هم عليه يوم ﴿يرجعون﴾ أي بقهر قاهر لهم على ذلك، لا يقدرون له على دفاع، ولا نوع امتناع ﴿إليه﴾ وكان الأصل: ما أنتم عليه، ولكنه أعرض عنهم تهويلاً للأمر، أو يكون ذلك خاصاً بالمتولين المعرضين إشارة إلى أنهم يناقشون الحساب، ويكون سر الالتفاف التنبيه على الإعراض عن المكذب بالقيامة، والإقبال على المصدق، صوناً لنفيس الكلام، عن الجفاة الأغبياء اللئام ﴿فينبئهم﴾ أي فيتسبب عن ذلك أنه يخبرهم تخبيراً عظيماً ﴿بما عملوا﴾ فليعدوا لكل شيء منه جواباً ﴿والله﴾ أي الذي له الإحاطة الكاملة ﴿بكل شيء﴾ من ذلك وغيره ﴿عليم*﴾ فلذلك أنزل الآيات


الصفحة التالية
Icon