منهم وعبادة الأعلى لمن دونه ليست من أفعال العقلاء.
ولما كان الموت والحياة ما ليس لغيرهما من عظيم الشأن، أعاد العامل فقال: ﴿ولا يملكون﴾ وقدم الموت لأن الحياة أكثر، فقال مبتدئاً بما هو من باب الضر على نسق ما قبله: ﴿موتاً﴾ أي لأنفسهم ولا لغيرهم ﴿ولا حياة﴾ أي من العدم ﴿ولا نشوراً*﴾ أي إعادة لما طوي من الحياة بالموت، وعطفها بالواو وإن كان بعضها مسبباً عما قبله إشارة إلى أن كل واحدة منها كافية في سلب الإلهية عنهم بما ثبت من العجز.
ولما وصف منزل الفرقان بما لا يحيط به علم أحد غيره من الشؤون، فاتضح بذلك إعجاز المنزل الذي أبان ذلك، وهو هذا القرآن، وأنه وحده الفرقان، عجب من حال المكذبين به فقال موضع ﴿وقالوا﴾ :﴿وقال الذين كفروا﴾ مظهراً الوصف الذي حملهم على هذا القول، وهو ستر ما ظهر لهم ولغيرهم كالشمس والاجتهاد في إخفائه: ﴿إن﴾ أي ما ﴿هذا﴾ أي القرآن ﴿إلا إفك﴾ أي كذب مصروف عن ظاهره ووجه هو أسوأ الكذب ﴿افتراه﴾ أي