آثاراً، فيما أبدوه من ذلك مما ظنوا أنه دليل على عدم الرسالة، ولا شيء منه يصلح أن يكون شبهة لذي مسكة من أمره، فضلاً عن أن يكون دليلاً: ﴿وقالوا﴾ أي مستفهمين تهكماً بوصفه، قادحين فيه بفعله، قول من هو على ثقة من أن وصف الرسالة ينافيه: ﴿مال هذا﴾ والإشارة على هذا الوجه تفهم الاستهانة والتصغير؛ ثم أظهروا السخرية بقولهم: ﴿الرسول﴾ أي الذي يزعم أنه انفرد عن بقية البشر في هذا الزمان بهذا الوصف العالي ﴿يأكل الطعام﴾ أي مثل ما نأكل ﴿ويمشي في الأسواق﴾ أي التي هي مطالب الدنيا، كما نمشي.
ولما كانت ترجمة ما مضى: ما له مثلنا وهو يدعي الاختصاص عنا بالرسالة؟ أتبعوه التعنيف على عدم كونه على واحد من وجوه مغايرة على سبيل التنزل جواباً لمن كأنه قال: فماذا يفعل؟ بقولهم: ﴿لولا﴾ أي هلا، وهي تأتي للتوبيخ، وهو مرادهم ﴿أنزل﴾ أي من السماء، من أيّ منزل كان، منتهياً ﴿إليه﴾ أي على الهيئة التي هو عليها في السماء ﴿ملك﴾ أي من الملائكة الله على هيئاتهم المباينة لهيئات الآدميين ﴿فيكون﴾ بالنصب جواباً للتحضيض ذلك الملك وإن كان هو إنساناً ﴿معه نذيراً*﴾ فيكون ممتازاً بحال


الصفحة التالية
Icon