في الأسواق، أو في شيء من أحوالك، أو لا تظن أنهم يكذبون بقدرته تعالى على ما ذكر أنه إن شاء جعله لك بل، أو المعنى: دع التفكر فيما قالوه من هذا فإنهم لم يقتصروا في التكذيب عليه بل ﴿كذبوا بالساعة﴾ أي بقدرتنا عليها، واستقر ذلك في أنفسهم دهوراً طويلة، وأخذوه خلفاً عن سلف، وأشرب قلوبهم حب هذا الحطام الفاني، وتقيدت أوهامهم بهذه الظواهر كالبهائم، فعسر انفكاكهم عن ذلك بما جاءهم من البيان الذي لا يشكون فيه، فاجترؤوا لذلك على العناد لعدم الخوف من أهوال يوم القيامة كما قال تعالى عن أهل الكتاب
﴿وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون﴾ [آل عمران: ٢٤] ﴿وأعتدنا﴾ أي والحال أنا أعتدنا أي هيأنا بما لنا من العظمة ﴿لمن كذب﴾ من هؤلاء وغيرهم ﴿بالساعة سعيراً*﴾ أي ناراً شديدة الاتقاد بما أعظموا الحريق في قلوب من كذبوهم من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم رضي الله عنهم ﴿إذا رأتهم﴾ أي إذا كانت بحيث يمكن أن يروها وتراهم لو كانت مبصرة ﴿من مكان بعيد﴾ وهو أقصى ما يمكن رؤيتها منه وهم يساقون إليها ﴿سمعوا لها﴾ أي خاصة ﴿تغيظاً﴾ أي صوتاً في غليانها


الصفحة التالية
Icon