أمة، وفي بعض ألفاظهم وجعلنا نلتفت إلى الشمس هل بقي منها شيء وهذا يدل على أن الذي كان قد بقي من النهار نحو العشر من العشر، وهذا يقتضي إذا اعتبرنا ما مضى لهذه الأمة من الزمان أن يكون الماضي من الدنيا من خلق آدم عليه السلام في يوم الجمعة الذي يلي الستة الأيام التي خلقت فيها السماوات والأرض أكثر من مائة ألف سنة - والله أعلم.
ولما قدم سبحانه أنه يأتي في هذا الكتاب بما هو الحق في جواب أمثالهم، بين أنه فعل بالجميع نحو من هذا، فقال تسلية لنبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتأسية وبياناً لتشريفه بالعفو عن أمته: ﴿وكلاًّ﴾ أي من هذه الأمم ﴿ضربنا﴾ بما لنا من العظمة ﴿له الأمثال﴾ حتى وضح له السبيل، وقام - من غير شبهة - الدليل ﴿وكلاًّ تبرنا تتبيراً*﴾ أي جعلناهم فتاتاً قطعاً بليغة التقطيع، لا يمكن غيرنا أن يصلها ويعيدها إلى ما كانت عليه قبل التفتيت.


الصفحة التالية
Icon