﴿لولا أن صبرنا﴾ بما لنا من الاجتماع والتعاضد ﴿عليها﴾ أي على التمسك بعبادتها.
ولما لزم قولهم هذا أن الأصنام تغني عنهم، نفاه مهدداً مؤكداً التهديد لفظاعة فعلهم بقوله، عطفاً على ما تقديره: فسوف يرون - أو من يرى منهم - أكثرهم قد رجع عن اعتقاد أن هذه الأصنام آلالهة: ﴿وسوف يعلمون﴾ أي في حال لا ينفعهم فيه العمل وإن طالت مدة الإمهال والتمكين ﴿حين يرون العذاب﴾ أي في الدنيا والآخرة ﴿من أضل سبيلاً*﴾ هم أوالدعي لهم إلى ترك الأصنام الذي ادعوا إضلاله بقولهم ﴿ليضلنا﴾.
ولما أخبره تعالى بحقيقة حالهم، في ابتدائهم ومآلهم، وكان ذلك مما يحزنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لشدة حرصه على رجوعهم، ولزوم ما ينفعهم واجتناب ما يضرهم، سلاه بقوله معجباً من حالهم: ﴿أرأيت من اتخذ﴾ أي كلف نفسه أن أخذ ﴿إلهه هواه﴾ أي أنهم حقروا الإله بإنزاله إلى رتبة الهوى فهم لا يعبدون إلا الهوى، وهو ميل الشهوة ورمي النفس إلى الشيء، لا شبهة لهم أصلاً في عبادة الأصنام يرجعون عنها إذا جلت، فهم لا ينفكون عن عبادتها ما دام


الصفحة التالية
Icon