حظوظ الشيطان، لأن من كان من الأرض وإليها يعود لا يليق به إلا ذلك، والأحسن أن يجعل هذا خبر «العباد»، ويكون
﴿أولئك يجزون الغرفة﴾ [الفرقان: ٧٥] استئنافاً متشوفاً إليه تشوف المستنتج إلى النتيجة.
ولما ذكر ما أثمره العلم من الفعل في أنفسهم، أتبعه ما أنتجه الحلم من القول لغيرهم فقال: ﴿وإذا﴾ دون «إن» لقضاء العادة بتحقق مدخولها، ولم يقل: والذين كبقية المعطوفات، لأن الخصلتين كشيء واحد من حيث رجوعهما إلى التواضع ﴿خاطبهم﴾ خطاباً ما، بجهل أو غيره وفي وقت ما ﴿الجاهلون﴾ أي الذين يفعلون ما يخالف العلم والحكمة ﴿قالوا سلاماً*﴾ أي ما فيه سلامة من كل سوء، وليس المراد التحية - نقل ذلك سيبويه عن أبي الخطاب، قال: لأن الآية فيما زعم مكية، ولم يؤمر المسلمون يومئذ أن يسلموا على المشركين، ولكنه على قولك: تسليماً لا خير بيننا وبينكم ولا شراً - انتهى. فلا حاجة إلى ادعاء نسخها بآية القتال ولا غيرها، لأن الإغضاء عن السفهاء


الصفحة التالية
Icon