على اسم الله مشروعاً في جميع الملل.
ثم أتبع هذا الجعل عتله بياناً لأنه ليس مقصوداً في نفسه فقال: ﴿ليذكروا﴾ ولما كان الدين سهلاً سمحاً ذا يسر، رضي بالدخول فيه بالظاهر فقال: ﴿اسم الله﴾ أي الملك الأعلى وحده، على ذبائحهم وقرابينهم وعبادتهم كلها، لأنه الرزاق لهم وحده؛ ثم علل الذكر بالنعمة تنبيهاً على التفكر فيها فقال: ﴿على ما رزقهم﴾ فوجب شكره به عليهم ﴿من بهيمة الأنعام﴾.
ولما علم أن الشارع لجميع الشرائع الحقة واحد، وأن علة نصبه لها ذكره وحده، تسبب عنه قوله: ﴿فإلهكم﴾ أي الذي شرع هذه المناسك كلها. ولما كان الإله ما يحق له الإلهية بما تقرر من أوصافه، لا ما سمي إلهاً، قال: ﴿إله﴾ ووصفه بقوله: ﴿واحد﴾ أي وإن اختلفت فروع شرائعه ونسخ بعضها بعضاً، ولو اقتصر على «واحد» لربما قال متعنتهم: إن المراد اقتصارنا على واحد مما نعبده. والتفت إلى الخطاب لأنه أصرح وأجدر بالقبول.
ولما ثبت كونه واحداً، وجب اختصاصه بالعبادة، فلذا قال: ﴿فله﴾ أي وحده ﴿أسلموا﴾ أي انقادوا بجميع ظواهركم وبواطنكم