ذلك من الحكم الخفية والجلية؛ ثم استدل على ذلك بقوله تعالى: ﴿ألم تر﴾ أي أيها المخاطب ﴿أن الله﴾ أي الحائز لصقفات الكمال، من الجلال والجمال ﴿سخّر لكم﴾ فضلاً منه ﴿ما في الأرض﴾ كله من مسالكها وفجاجها وما فيها من حيوان وجماد، وزروع وثمار، فعلم أنه غير محتاج إلى شيء منه
ولما كان تسخير السلوك في البحر من أعجب العجب، قال: ﴿والفلك﴾ أي وسخرها لكم موسقة بما تريدون من البضائع. ثم بين تسخيرها بقوله: ﴿تجري في البحر﴾ أي العجاج، المتلاطم بالأمواج، بريح طيبة على لطف وتؤدة.
ولما كان الراكب فيها - مع حثيث السير وسرعة المر - مستقراً كأنه على الأرض، عظم الشأن في سيرها بقوله: ﴿بأمره﴾ ولما كان إمساكها على وجه الماء مع لطافته عن الغرق أمراً غريباً كإمساك السماء على متن الهواء عن الوقوع، أتبعه قوله: ﴿ويمسك السماء﴾ ثم فسر ذلك بقوله مبدلاً: ﴿أن تقع﴾ أي مع علوها وعظمها وكونها بغير عماد ﴿على الأرض﴾ التي هي تحتها.
ولما اقتضى السياق أنه لا بد أن تقع لانحلاله إلى أن يمنع


الصفحة التالية
Icon