﴿إن الملوك﴾ أي مطلقاً، فكيف بهذا النافذ الأمر، العظيم القدر ﴿إذا دخلوا قرية﴾ أي عنوة بالقهر والغلبة ﴿أفسدوها﴾ أي بالنهب والتخريب ﴿وجعلوا أعزة أهلها أذلة﴾ أي بما يرونهم من البأس، ويحلون بهم من السطوة. ثم أكدت هذا المعنى بقولها: ﴿وكذلك﴾ أي ومثل هذا الفعل العظيم الشأن، الوعر المسلك البعيد الشأو ﴿يفعلون*﴾ دائماً، هو خلق لهم مستمر جميعهم على هذا، فكيف بمن تطيعه الطيور، ذوات الوكور، فيما يريده من الأمور.
ولما بينت ما في المصادمة من الخطر، أتبعته ما عزمت عليه من المسالمة، فقالت: ﴿وإني مرسلة﴾ وأشار سبحانه إلى عظيم ما ترسل به بالجمع في قولها: ﴿إليهم﴾ أي إليه وإلى جنوده ﴿بهدية﴾ أي تقع منهم موقعاً. قال البغوي: وهي العطية على طريق الملاطفة. ﴿فناظرة﴾ عقب ذلك وبسببه ﴿بم﴾ أي بأي شيء ﴿يرجع المرسلون*﴾ بتلك الهدية عنه من المقال أو الحال، فنعمل بعد ذلك على حسب ما نراه من أمره، فنكون قد سلمنا من خطر الإقدام على ما لم نعرف عاقبته، ولم يضرنا ما فعلنا شيئاً.
ولما كان التقدير: فأرسلت بالهدية، وهي فيما يقال خمسمائة