الثالث من كتابه المغني: زعم ابن عطية أن ﴿مستقراً﴾ هو المتعلق الذي يقدر في أمثاله قد ظهر، والصواب ما قاله أبو البقاء وغيره من أن هذا الاستقرار معناه عدم التحرك لا مطلق الوجود والحصول، فهو كون خاص. ﴿قال﴾ أي سليمان عليه السلام شكراً لما آتاه الله من هذه الخوارق: ﴿هذا﴾ أي الإتيان المحقق ﴿من فضل ربي﴾ أي المحسن إليّ، لا بعمل أستحق به شيئاً، فإنه أحسن إليّ بإخراجي من العدم وتطويقي للعمل، فكل عمل نعمة منه يستوجب عليّ به الشكر، ولذلك قال: ﴿ليبلوني﴾ أي يفعل معي فعل المبتلي الناظر ﴿ءأشكر﴾ فأعترف بكونه فضلاً ﴿أم أكفر﴾ بظن أني أوتيته باستحقاق. ثم زاد في حث نفسه على الشكر بقوله: ﴿ومن شكر﴾ أي أوقع الشكر لربه ﴿فإنما يشكر لنفسه﴾ فإن نفعه لها، وأما الله تعالى فهو أعلى من أن يكون له في شيء نفع أو عليه فيه ضر ﴿ومن كفر فإن ربي﴾ أي المحسن إليّ بتوفيقي لما أنا فيه من الشكر ﴿غني﴾ أي عن شكر، لا يضره تركه شيئاً ﴿كريم*﴾ يفعل معه بإدرار النعم عليه فعل من أظهر محاسنه وستر مساوئه، ثم هو جدير بأن يقطع إحسانه إن استمر على إجرامه كما