شيء من ذينك ﴿والبحر﴾ بالنجوم والرياح.
ولما كانت الرياح كما كانت من أدلة السير، كان بعضها من أدلة المطر، قال: ﴿ومن يرسل الرياح﴾ أي التي هي من دلائل السير ﴿نشراً﴾ أي تنشر السحاب وتجمعها ﴿بين يدي رحمته﴾ أي التي هي المطر تسمية للمسبب باسم السبب؛ والرياح التي يهتدي بها في المقاصد أربع: الصبا، والدبور، والشمال، والجنوب، وهي أضعف الدلائل؛ قال الإمام أبو هلال الحسن بن عبد الله العسكري في كتاب أسماء الأشياء وصفاتها: الرياح أربع: الشمال، وهي التي تجيء عن يمينك إذا استقبلت قبلة العراق - يعني: وذلك ما بين مطالع الشمس الصيفية وبنات نعش، وهي في الصيف حارة، واسمها البارح، والجنوب تقابلها، والصبا من مطلع الشمس وهي القبول، والدبور تقابلها، ويقال الجنوب: النعامى والأرنب - انتهى.
وهذه العبارة أبين العبارات في تعيين هذه الرياح، وقال الإمام أبو العباس أحمد بن أبي أحمد بن القاص


الصفحة التالية
Icon