من ذكر فيها من موسى عليه الصلاة والسلام وأمه وفرعون وغيرهم إلى ما تراه من الحكم التي لا يطلع عليها إلا عالم بالتعلم أو بالوحي، ومعلوم لكل مخاطب بذلك انتفاء الأول عن المنزل عليه هذا الذكرُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فانحصر الأمر في الثاني، يوضح لك هذا المرام مع هذه الآية الأولى التي ذكرتها قوله تعالى في آخر القصة ﴿وما كنت بجانب الغربي﴾ ﴿وما كنت بجانب الطور﴾ واتباع القصة بقوله تعالى: ﴿ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون﴾ فالمراد بهذا السياق منها كما ترى غير ما تقدم من سياقاتها كما مضى، فلا تكرير في شيء من ذلك - والله الهادي.
وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير: لما تضمن قوله سبحانه ﴿إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها﴾ - إلى آخر السورة من التخويف والترهيب والإنذار والتهديد لما انجرّ معه الإشعار بأنه عليه الصلاة والسلام سيملك مكة البلدة ويفتحها الله تعالى عليه، ويذل عتاة قريش ومتمرديهم، ويعز أتباع رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومن استضعفته قريش من المؤمنين، اتبع سبحانه ذلك بما قصه على نبيه من تطهير ما أشار إليه من قصة بني إسرائيل وابتداء امتحانهم بفرعون، واستيلائه عليهم، وفتكه بهم إلى