﴿نجزي المحسنين*﴾ أي كلهم.
ولما أخبر، بتهيئه لنبوته، أخبر بما هو سبب لهجرته، وكأنها سنت بعد إبراهيم عليه الصلاة والسلام فقال: ﴿ودخل المدينة﴾ أي مدينة فرعون آتياً من قصره، لأنه كان عنده بمنزلة الولد، قال ابن جرير: وهي مدينة منف من مصر، وقال البغوي: وقيل: عين الشمس. وقيل غير ذلك ﴿على حين غفلة﴾ قبل بعيد: وقيل بغير ذلك ﴿من أهلها﴾ أي إحكاماً لما جعلناه سبباً لنقلته منها طهارة من عشرة القوم الظالمين ﴿فوجد فيها﴾ أي المدينة ﴿رجلين يقتتلان﴾ أي يفعلان مقدمات القتل من الملازمة مع الخنق والضرب، وهما إسرائيلي وقبطي، ولذا قال مجيباً لمن كأنه يسأل عنهما وهو ينظر إليهما: ﴿هذا من شيعته﴾ أي من بني إسرائيل قومه ﴿وهذا من عدوه﴾ أي القبط، وكان قد حصل لبني إسرائيل به عز لكونه ربيب الملك، مع أن مرضعته منهم، لا يظنون أن سبب ذلك الرضاع


الصفحة التالية
Icon