الإغراء به. مؤكداً بقوله: ﴿إن﴾ أي ما ﴿تريد إلا أن تكون﴾ أي كوناً راسخاً ﴿جباراً﴾ أي قاهراً غالباً؛ قال أبو حيان: وشأن الجبار أن يقتل بغير حق. ﴿في الأرض﴾ أي التي تكون بها فلا يكون فوقك أحد ﴿وما تريد﴾ أي يتجدد لك إرادة ﴿أن تكون﴾ أي بما هو لك كالجبلة ﴿من المصلحين*﴾ أي العريقين في الصلاح، فإن المصلح بين الناس لا يصل إلى القتل على هذه الصورة، فلما سمع الفرعوني هذا ترك الإسرائيلي، وكانوا - لما قتل ذلك القبطي - ظنوا في بني إسرائيل، فأغروا فرعون بهم فقال: هل من بينة، فإن الملك وإن كان صفوة مع قومه لا ينبغي له أن يقيد بغير بينة ولا ثبت - كما ذكر ذلك في حديث المفتون الذي رواه أبو يعلى عن ابن عباس رضي الله عنهما، فلما قال هذا الغوي هذه المقالة تحقق الأمر في موسى عليه الصلاة والسلام.
ولما كان تقدير الكلام الذي أرشد إليه السياق: فلما سمع الفرعوني قول الإسرائيلي تركه. ثم رقي الكلام إلى أن ببغ فرعون فوقع الكلام في الأمر بقتل موسى عليه الصلاة والسلام، عطف عليه قوله: ﴿وجاء رجل﴾ أي ممن يحب موسى عليه الصلاة والسلام. ولما


الصفحة التالية
Icon