أي وهو رسولهم، فشهد عليهم بأعمالهم وما كانوا فيه من الارتباك في أشراك الإشراك.
ولما تسبب عن ذلك سؤالهم عن سندهم في إشراكهم قال: ﴿فقلنا﴾ أي للأمم: ﴿هاتوا برهانكم﴾ أي دليلكم القطعي الذي فزعتم في الدنيا إليه، وعولتم في شرككم عليه، كما هو شأن ذوي العقول أنهم لا يبنون شيئاً على غير أساس ﴿فعلموا﴾ بسبب هذا السؤال لما اضطروا ففتشوا واجتهدوا فلم يجدوا لهم سنداً أصلاً ﴿أن الحق﴾ أي في الإلهية ﴿لله﴾ أي الملك الأعلى الذي له الأمر كله ولا مكافىء له، لا شركة لشيء معه ﴿وضل﴾ أي غاب وبطل غيبة الشيء الضائع ﴿عنهم ما كانوا﴾ أي كوناً هو كالجبلة لهم ﴿يفترون*﴾ أي يقولونه قول الكاذب المتعمد للكذب لكونه لا دليل عليه ولا شبهة موجبة للغلط فيه.
ولما دل على عجزهم في تلك الدار، وعلمهم أن المتصرف في جميع الأقدار، إنما هو الواحد القهار، دل على أن ذلك له أيضاً في هذه الدار وقوع العلم به بإهلاك أولي البطر، والمرح والأثر، من غير أن يغنوا عمن أضلوا، أو يغني عنهم من أضلهم من ناطق، وما أضلهم من