وصار، ولكنه عبر به لمقابلة الأمس، وإعلاماً بأن ما رأوا من حاله ملأ صدورهم فلم يكن لهم هم سواه ﴿الذين تمنوا﴾ أي أرادوا إرادة عظيمة بغاية الشغف أن يكونوا ﴿مكانه﴾ أي يكون حاله ومنزلته في الدنيا لهم ﴿بالأمس﴾ أي الزمان الماضي القريب وإن لم يكن يلي يومهم الذي هم فيه من قبله ﴿يقولون ويكأن﴾ هذه الكلمة والتي بعدها متصلة بإجماع المصاحف، وعن الكسائي أنه يوقف على الياء من وى، وعن أبي عمرو أنه يوقف على الكاف: ويك، قال الرضي في شرح الحاجبية: وي للتندم أو للتعجب، ثم قال: وهو عند الخليل وسيبويه «وي» للتعجب، ركبت مع «كأن» التي للتشبيه، وقال الفراء: كلمة تعجب ألحق بها كاف الخطاب نحو ويك عنتر أقدم، أي من قوله في قصيدته الميمية المشهورة إحدى المعلقات السبع:

ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدم
أي ويلك وعجباً منك، وضم إليها «أن» فالمعنى: ألم تر أنه، ونقل ابن الجوزي هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال الفراء: ولما صار معنى ويكأن ألم تر، لم تغير كاف الخطاب للمؤنث والمثنى والمجموع بل لزم حالة واحدة، وقال الجعبري في شرح الشاطبية: وي صوت يقوله المتندم والمتعجب، وويك أصله ويلك، حذفت


الصفحة التالية
Icon