﴿ولقد جاءهم موسى بالبينات﴾ أي التي لم تدع لبساً فتسببوا عما يقتضيه من الاستبصار الاستكبار ﴿فاستكبروا﴾ أي طلبوا أن يكونوا أكبر من كل كبير بأن كانت أفعالهم أفعال من يطلب ذلك ﴿في الأرض﴾ بعد مجيء موسى عليه الصلاة والسلام إليهم أكثر مما كانوا قبله.
ولما كان من يتكبر - وهو عالم بأنه مأخوذ - أشد لوماً ممن يجهل ذلك قال: ﴿وما كانوا﴾ أي الذين ذكروا هذا كلهم، كوناً ما ﴿سابقين*﴾ أي فائتين ما نريدهم، بأن يخرجوا من قبضتنا، بل هم في القبضة كما ذكرنا أول السورة وهم عالمون بذلك ﴿فكلاً﴾ أي فتسبب عن تكذيبهم وعصيانهم أن كلاًّ منهم ﴿أخذنا﴾ أي بما لنا من العظمة ﴿بذنبه﴾ أخذ عقوبة ليعلم أنه لا أحد يعجزنا ﴿فمنهم من أرسلنا عليه﴾ إرسال عذاب يا له من عذاب! ﴿حاصباً﴾ أي ريحاً ترمى لقوة عصفها وشدة قصفها بالحجارة كعاد وقوم لوط ﴿ومنهم من أخذته﴾ أخذ هلاك وغضب وعذاب، وعدل عن أسلوب العظمة لئلا يوهم الإسناد في هذه إليه صوتاً ليوقع في مصيبة التشبيه ﴿الصيحة﴾ التي تظهر شدتها الريح الحاملة لها الموافقة


الصفحة التالية
Icon