ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن ﴿ادعوهم لآبائهم﴾.
لما أبطل سبحانه، استأنف الإخبار عما مضى من عملهم فيه فقال: ﴿ذلكم﴾ أي القول البعيد عن الحقيقة، وأكد هذا بقوله: ﴿قولكم بأفواهكم﴾ أي لا حقيقة له وراء القول وتحريك الفم من غير مطابقة قلوبكم، فإن كل من يقول ذلك لا يعتقده، لأن من كان له فم كان محتاجاً، ومن كان محتاجاً كان معرضاً للنقائص كان معرضاً للأوهام، ومن غلبت، عليه الأوهام كان في كلامه الباطل ﴿والله﴾ أي المحيط علمه وقدرته وله جميع صفات الكمال ﴿يقول الحق﴾ أي الكامل