أرادوا فقال: ﴿وما﴾ أي والحال أنها ما ﴿هي﴾ في ذلك الوقت الذي قالوا هذا فيه، وأكد النفي فقال: ﴿بعورة﴾ ولا يريدون بذهابهم حمايتها ﴿إن﴾ أي ما ﴿يريدون﴾ باستئذانهم ﴿إلا فراراً *﴾ ولما كانت عنايتهم مشتدة بملازمة دورهم. فأظهروا اشتداد العناية بحمايتها زوراً بين الله ذلك ودل عليه بالإسناد إلى الدور تنبيهاً على أنها ربة الحماية والعمدة فقال: ﴿ولو دخلت﴾ أي بيوتهم من أيّ داخل كان من هؤلاء الأحزاب أو غيرهم، وأنث الفعل نصاً على المراد وإشارة إلى أن ما ينسب إليهم جدير بالضعف، وعبر بأداة الاستعلاء فقال: ﴿عليهم﴾ إشارة إلى أنه دخول غلبة ﴿من أقطارها﴾ أي جوانبها كلها بحيث لا يكون لهم مكان للهرب.
ولما كان قصد الفرار مع الإحاطة بالدار، من جميع الأقطار، دون الاستقتال للدفع عن الأهل والمال، بعيداً عن أفعال الرجال؛ عبر بأداة التراخي فقال: ﴿ثم سئلوا﴾ أي من أيّ سائل كان ﴿الفتنة﴾ أي الخروج منها فارّين، وكأنه سماه بها لأنه لما كان أشد الفتنة


الصفحة التالية
Icon