خاصة ﴿رحيماً *﴾ أي بليغ الرحمة يتوفيقهم لفعل ما ترضاه الإلهية، فإنهم أهل خاصته فيحملهم على الإخلاص في الطاعات، فيرفع لهم الدرجات في روضات الجنات.
ولما كان أظهر الأوقات في تمرة هذا الوصف ما بعد الموت، قال تعالى مبيناً لرحمتهم: ﴿تحيتهم يوم يلقونه﴾ أي بالموت أو البعث ﴿سلام﴾ أي يقولون له ذلك، «أنت السلام ومنك السلام فجئنا ربنا بالسلام» كما يقوله المحرم المشبه لحال من هو في الحشر فيجابون بالسلام الذي فيه إظهار شرفهم ويأمنون معه من كل عطب ﴿وأعد﴾ أي والحال أنه أعد ﴿لهم﴾ أي بعد السلامة الدائمة ﴿أجراً كريماً *﴾ أي غدقاً دائماً لا كدر في شيء منه.
ولما وعظ المؤمنين فيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له بما أقبل بأسماعهم وقلوبهم إليه، وختم بما يوجب لهم الفوز بما عنده سبحانه، وكان معظم ذلك له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فإنه رأس المؤمنين، أقبل بالخطاب عليه ووجهه إليه فقال منوهاً من ذكره ومشيداً من قدره بما ينتظم بقوله ﴿الذين يبلغون رسالات الله﴾ الآية وما جرها من العتاب: ﴿يا أيها النبي﴾ أي الذي مخبره بما لا يطلع عليه غيره.


الصفحة التالية
Icon