وسيب نزول هذه الآية أنه لما نزلت آية التخيير أشفقن أن يطلقهن فقلن: يا نبي الله! اجعل لنا من مالك ونفسك ما شئت. ودعنا على حالنا، فنزلت.
ولما كانت ربما مال إلى من فارقها، بين تعالى حكمها فقال: ﴿ومن ابتغيت﴾ أي مالت نفسك إلى طلبها ﴿ممن عزلت﴾ أي أوقعت عزلها بطلاق أو رد هبة ﴿فلا جناح عليك﴾ أي في إيوائها بعد ذلك بقبول هبتها أو بردها إلى ما كانت عليه من المنزلة عندك من قيد النكاح أو القسم.
ولما كانت المفارقة من حيث هي - ولا سيما إن كان فراقها لما فهم منها من كراهية يظن بها - أنها تكره الرجعة، أخبر سبحانه أن نساءه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على غير ذلك فقال: ﴿ذلك﴾ أي الإذن لك من الله والإيواء العظيم الرتبة، لما لك من الشرف ﴿أدنى﴾ أي أقرب من الإرجاء ومن عدم التصريح بالإذن في القرآن المعجز، إلى ﴿أن تقر أعينهن﴾ أي بما حصل لهن من عشرتك الكريمة، وهو كناية عن السرور والطمأنينة ببلوغ المراد، لأن من كان كذلك كانت عينه قارة، ومن كان مهموماً كانت عينه كثيرة التقلب لما يخشاه - هذا إن كان من القرار بمعنى السكون، ويجوز أن يكون من القر الذي هو


الصفحة التالية
Icon