الأزمنة فقال: ﴿من قبل﴾ وأعظم التأكيد لما لهم من الاستبعاد الذي جرأهم على النفاق فقال: ﴿ولن تجد﴾ أي أزلاً وأبداً ﴿لسنة الله﴾ أي طريقة الملك الأعظم ﴿تبديلاً *﴾ كما تبدل سنن الملوك، لأنه لا يبدلها، ولا مداني له في العظمة ليقدر على تبديلها.
ولما بين تعالى ما أعد لأعداء دينه في الدنيا، وبين أن طريقته جادة لا تنخرم، لما لها من قوانين الحكمة وأفانين الإتقان والعظمة، وكان من أعظم الطرق الحكمية والمغيبات العلمية الساعة، وكان قد قام ما يحرك إلى السؤال عنها في قوله: ﴿لعنهم الله في الدنيا والآخرة﴾ وكان قد مضى آخر السجدة أنهم سألوا استهزاء وتكذيباً عن تعيين وقتها، وهددهم سبحانه على هذا السؤال، قال تعالى مهدداً أيضاً على ذلك مبيناً ما لأعداء الدين المستهزئين في الآخرة: ﴿يسئلك الناس﴾ أي المشركون استهزاء منهم، وعبر بذلك إشارة إلى أنهم بعد في نوسهم لم يصلوا إلى أدنى أسنان أهل الإيمان، فكان المترددون في آرائهم لا يكادون ينفكون عن النوس وهو الاضطراب ﴿عن الساعة﴾ أي في تعيين وقتها.