يأتي للإزالة كقذّيت عينه - إذا أزلت عنها القذى ﴿قالوا﴾ أي قال بعضهم لبعض: ﴿ماذا قال ربكم﴾ ذاكرين صفة الإحسان ليرجع إليهم رجاؤهم فتسكن لذلك قلوبهم.
ولما كان ملوك الدنيا ربما قال بعضهم قولاً ثم بدا له فرجع عنه، أو عارضه فيه شخص من أعيان جنده فينتقض، أخبر أن الملك الديان ليس كذلك فقال: ﴿قالوا الحق﴾ أي الثابت الذي لا يمكن أن يبدل، بل يطابقه الواقع فلا يكون شيء يخالفه ﴿وهو العلي﴾ أي فلا رتبة إلا دون رتبته سبحانه وتعالى، فلا يقول غير الحق من نقص علم ﴿الكبير *﴾ أي الذي لا كبير غيره فيعارضه في شيء من حكم؛ روى البخاري في التفسير عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كأنه سلسلة على صفوان ﴿فإذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا﴾ - للذي قال - ﴿الحق وهو العلي الكبير﴾ فيسمعها مسترق السمع، ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض - ووصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه - فيسمع