أمره أن يجيبهم على هذا التقدير بما هو أبلغ في الإنصاف من الأول بقوله: ﴿قل لا تسئلون﴾ أي من سائل ما ﴿عما أجرمنا﴾ أي قطعنا فيه ما ينبغي أن يوصل مما أوجبه لنا الضلال ﴿ولا نسئل﴾ أي أصلاً في وقت من الأوقات من سائل ما ﴿عما تعملون *﴾ أي مما بنيتموه على العلم الذي أورثكموه الهدى أي فاتركونا والناس غيركم كما أنا نحن تاركوكم، فمن وضح له شيء من الطريقين سلكه.
ولما كانوا إما أن يجيبوا إلى المتاركة فيحصلوا بها المقصود عن قريب، وإما أن يقولوا: لا نترككم، وكان هذا الاحتمال أرجح، أمره أن يجيبهم على تقديره بقوله: ﴿قل يجمع بيننا ربنا﴾ أي في قضائه المرتب على قدره في الدنيا أو في الأخرة، قال القشيري: والشيوخ ينتظرون في الاجتماع زوائد ويستروحون إلى هذا الآية، وللاجتماع أمر كبير في الشريعة.
ولما كان إنصافهم منهم في غاية البعد عندهم، وكان ذلك في نفسه في غاية العظمة، أشار إليه بأداة البعد فقال: ﴿ثم يفتح﴾ أي يحكم ﴿بيننا﴾ حكماً يسهل به الطريق ﴿بالحق﴾ أي الأمر الثابت الذي


الصفحة التالية
Icon