البغضاء ﴿في العذاب﴾ أي المزيل للعدوية ﴿محضرون *﴾ أي يحضرهم فيه الموكلون بهم من جندنا على أهون وجه وأسهله وهم داخرون، قال القشيري: إن هؤلاء هم الذين لا يحترمون الأولياء ولا يراعون حق الله في السر، فهم في عذاب الاعتراض على أولياء الله وعذاب الوقوع بشؤم ذلك في ارتكاب محارم الله ثم في عذاب السقوط من عين الله.
ولما أبطل شبهتهم بشعبيتها بالنسبة إلى الأشخاص المختلفة، قرب ذلك بدليل واحد في شخص واحد فقال: ﴿قل﴾ يا أشرف الخلق لهؤلاء الجهلة الذين يظنون أن الرزق بحسب حسن السعي وقبحه أو حسن حال الشخص عند الله وقبحها: ﴿إن ربي﴾ أي المحسن إليّ بهذا البيان المعجز ﴿يبسط الرزق﴾ أي متى شاء ﴿لمن يشاء من عباده﴾ أي على سبيل التجدد المستمر من أيّ طائفة كان ﴿ويقدر له﴾ أي يضيق عليه نفسه في حالتين متعاقبتين، وهو بصفة واحدة على عمل واحد، فلو أن الإكرام والإنعام يوجب الدوام لما تغيرت حاله من السعة إلى الضيق، ولو أن في يده نفع نفسه لما اختلف حاله.
ولما بين هذا البسط أن فعله بالاختيار بعد أن بين بالأول كذبهم في أنه سبب للسلامة من النار. دل على أنه الفاعل لا غيره بقوله: ﴿وما أنفقتم من شيء﴾ أي أنتم وأخصامكم وغيرهم ﴿فهو يخلفه﴾


الصفحة التالية
Icon