من الأصنام أو من اتخذتم عنده يداً بعبادتها ووافقتموه في التقرب إليها.
ولما بكتهم بقوله: ﴿هل لكم مما ملكت أيمانكم﴾ ووصل به ما تقدم أنه في غاية التواصل، عاد له ملتفتاً إيذاناً بالتهاون بهم إلى مقام الغيبة إبعاداً لهم عن جنابه حيث جلى لهم هذه الأدلة واستمروا في خطر إغضابه بقوله: ﴿أم أنزلنا﴾ بما لنا من العظمة ﴿عليهم سلطاناً﴾ أي دليلاً واضحاً قاهراً ﴿فهو﴾ أي ذلك السلطان لظهور بيانه ﴿يتكلم﴾ كلاماً مجازياً بدلالته وإفهامه، ويشهد ﴿بما﴾ أي بصحة الذي ﴿كانوا﴾ أي كوناً راسخاً ﴿به﴾ أي خاصة ﴿يشركون *﴾ بحيث لم يجدوا بدّاً من متابعته لتزول عنهم الملامة، وهذه العبارة تدل على أنهم لازموا الشرك ملازمة صيرته لهم خلقاً لا ينفك.
ولما بان بهذين المتعادلين أنه لم يضطرهم إلى الإشراك عرفٌ في أنفسهم مستمر دائم، ولا دليل عقلي ظاهر، ولا أمر من الله قاهر، فبان أنهم لم يتبعوا عقلاً ولا نقلاً، بل هم أسرى الهوى المبني على محض الجهل، وكان قد صرح بذلك عقب العديل الأول، لمح هنا، وترك التصريح به لإغناء الأول عنه، واستدل عليه بدليل خالفوا فيه العادة المستمرة، والدلالة الشهودية المستقرة، فقال عاطفاً على ﴿وإذا مس﴾ دالاً على خفة أحلامهم من وجه آخر غير الأول: ﴿وإذا﴾ معبراً