الشبه، وكانت أخبارها كثيرة في أزمنة مديدة، وعين المراد بقوله: ﴿إذ﴾ وهي بدل اشتمال من القرية مسلوخة من الظرفية. ولما كان الآتي ناحية من بلد وإن عظم يعد في العرف آتياً لذلك البلد، أعاد الضمير على موضع الرسالة تحقيقاً له وإبلاغاً في التعريف بمقدار بعد الأقصى فقال: ﴿جاءها﴾ أي القرية لإنذار أهلها ﴿المرسلون *﴾ أي عن الله لكونهم عن رسوله عيسى عليه السلام أرسلهم بأمره لإثبات ما يرضيه سبحانه ونفي ما يكرهه الذين هم من جملة من قيل في فاطر إنهم جاؤوا بالبينات وبالزبر، والتعريف إما لكونهم يعرفون القرية ويعرفون أمرها، وإما لأنه شهير جداً فهم بحيث لو سألوا أحداً من أهل الكتاب الذين يعتنون بها أخبرهم به، لأنه قد عهد منهم الرجوع إليهم بالسؤال ليبينوا لهم - كما زعموا - مواضع الإشكال.
ولما كان أعظم مقاصد السياق تسلية النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في توقفهم عن المبادرة إلى الإيمان به مع دعائه بالكتاب الحكيم إلى صراط المستقيم، وكان في المشاركة في المصائب أعظم تسلية، أبدل من قوله ﴿إذ جاءها﴾ تفصيلاً لذلك المجيء قوله، مسنداً إلى نفسه


الصفحة التالية
Icon