حركة يوماً من الدهر، ومن المستجاد في هذا قول أبي العلاء أحمد ابن سليمان المعري:


ولما أخبر عنهم سبحانه بما هو الحق من أمرهم، ورغبهم بما ضرب لهم من المثل ورهبهم ولم ينفعهم ذلك، أنتج التأسيف عليهم وعلى الممثل بهم ومن شابههم فقال تعالى: ﴿يا حسرة﴾ أي هذا الحال مستحق لملازمة حسرة عظيمة ﴿على العباد﴾ فكأنه قيل لها: تعالى فهذا من أحوالك التي حقك أن تحضري فيها، فإن هؤلاء أحقاء بأن يتحسر عليهم، والحسرة: شدة الندم على ما فات، فأحرق فقده وأعيى أمره، فلا حيلة في رده، ويجوز أن يكون المعنى أن العباد - لكثرة ما يعكسون من أعمالهم - لا تفارقهم أسباب الحسرة ولا حاضر معهم غيرها، فلا نديم لهم إلا هي، ولا مستعلي عليهم وغالب لهم سواها.
ولما كان كأنه قيل: أيّ حال؟ قال مبيناً له ومعللاً للتحسر بذكر سببه: ﴿ما يأتيهم﴾ وأعرق في النفي والتعميم بقوله: ﴿من رسول﴾ أي رسول كان في أيّ وقت كان ﴿إلا كانوا به﴾ أي بذلك الرسول ﴿يستهزءون *﴾ أي يوجدون الهزء، والرسل أبعد الخلق من الهزء حالاً ومقالاً وفعالاً، ومن الواضح أن المستهزئ بمن هذا حاله هالك


الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
وكالنار الحياة فمن رماد أواخرها وأولها دخان